منتدا المحترفون
نرحب بك أجمل ترحيب في
(( ..المنتدي المحترفون..))
لا نريدك ضيـف بل صاحب الدار
حياك الله في منتداك وعلى الرحب والسعة
نأمل تواصلك الدائم معنا
مع أرق التحيات
بعض المحتويات مخفيه ولتصفح المنتدى بشكل كامل ندعوك للتسجيل او الدخول

منتدا المحترفون
نرحب بك أجمل ترحيب في
(( ..المنتدي المحترفون..))
لا نريدك ضيـف بل صاحب الدار
حياك الله في منتداك وعلى الرحب والسعة
نأمل تواصلك الدائم معنا
مع أرق التحيات
بعض المحتويات مخفيه ولتصفح المنتدى بشكل كامل ندعوك للتسجيل او الدخول

منتدا المحترفون
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


كل جديد فى عالم الكمبيوتر/ والمحمول/ برامج /العاب/ معلومات/هكر/خدع
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 عظمة سيدنا محمد(صلي الله عليه وسلم)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
مؤاسس منتدا المحترفون♥
مؤاسس منتدا المحترفون♥
Admin


البلد : مصر
الـديـانــه : مسلم
الحمل الديك
عدد المساهمات : 269
نقاط العضو : -2147458543
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 02/11/2011
العمر : 31
الموقع : https://n222.7olm.org
المزاج : فى قمت النشاط

عظمة سيدنا محمد(صلي الله عليه وسلم) Empty
مُساهمةموضوع: عظمة سيدنا محمد(صلي الله عليه وسلم)   عظمة سيدنا محمد(صلي الله عليه وسلم) Emptyالأربعاء نوفمبر 23, 2011 2:06 pm

ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺓ
ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺃﺷﺮﻑ
ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ.
ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻫﻮ ﺍﻷﻋﻈﻢ
ﺇﻧﻪ ﺑﺤﻖ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﻛﻴﻒ ﻻ ﻭﻗﺪ ﺍﺻﻄﻔﺎﻩ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﻲ ﺁﺩﻡ ﻭﻫﻮ ﺧﺎﺗﻢ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ
ﻭﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ ﺃﺭﺳﻠﻪ ﺭﺑﻪ ﺭﺣﻤﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟﻤﻴﻦ
ﻟﻴﺨﺮﺝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻠﻤﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻮﺭ .
ﺇﻧﻪ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻣﻦ
ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﻌﻈﻤﺔ ﻓﻬﻮ ﻣﺤﻤﺪ ، ﻫﺬﺍ ﻛﻼﻡ
ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺍﻟﻤﻨﺼﻔﻴﻦ . ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ
ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﻪ ﻭﻳﺤﺘﺮﻣﻮﻧﻪ ﻭﻳﻮﻗﺮﻭﻧﻪ
ﻭﻳﺒﺠﻠﻮﻧﻪ . ﻓﻬﻮ ﻗﺪﻭﺗﻨﺎ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻭﻫﻮ
ﺷﻔﻴﻌﻨﺎ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭﻗﺎﺋﺪﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﺔ .
ﺇﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍً ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﻌﻈﻤﺔ . ﻛﻴﻒ ﻻ ﻭﻗﺪ ﺃﺧﺮﺝ ﺍﻟﻠﻪ
ﺑﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻠﻤﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻮﺭ
ﻭﻫﺪﺍﻫﻢ ﺇﻟﻰ ﺻﺮﺍﻁ ﻣﺴﺘﻘﻴﻢ .
ﻋﻦ ﺃﻧﺲ : ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﺃﺗﻰ ﺑﺎﻟﺒﺮﺍﻕ ﻟﻴﻠﺔ ﺃﺳﺮﻱ ﺑﻪ ﻣﻠﺠﻤﺎً
ﻣﺴﺮﺟﺎً، ﻓﺎﺳﺘﺼﻌﺐ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ
ﺟﺒﺮﻳﻞ : ﺃﺑﻤﺤﻤﺪ ﺗﻔﻌﻞ ﻫﺬﺍ ؟ ﻓﻤﺎ ﺭﻛﺒﻚ
ﺃﺣﺪ ﺃﻛﺮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻨﻪ . ﻗﺎﻝ : ﻓﺎﺭﻓﺾ
ﻋﺮﻗﺎً .
ﺇﻧﻪ " ﺭﺟﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ
، " ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺑﻨﺼﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﻭﺑﺼﺪﻕ
ﻋﺰﻳﻤﺘﻪ ﻭﺑﺈﺧﻼﺻﻪ ﻓﻲ ﺩﻋﻮﺗﻪ ﺃﻥ ﻳﻘﻒ
ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻟﻴﺪﺣﺾ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻭﻳُﻈﻬﺮ
ﺍﻟﺤﻖ ﺣﺘﻰ ﻳﺤﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﻖ ﺑﻜﻠﻤﺎﺗﻪ ﻭﻟﻮ
ﻛﺮﻩ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻭﻥ .
ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺃﻥ
ﻳﻘﻒ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺃﺟﻤﻊ ﻭﺃﻣﺎﻡ ﺟﻬﺎﻻﺕ
ﻗﺮﻳﺶ ﻭﻛﻔﺮﻫﺎ ﺍﻟﻌﻨﻴﺪ ﻭﺃﻣﺎﻡ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ
ﻭﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺐ ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻌﺒﺪ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ
ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻗﻒ ﻳﺪﻋﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ
ﻭﻧﺒﺬ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺳﻮﺍﻩ ، ﺇﻧﻪ ﺑﺤﻖ ﻟﺠﺪﻳﺮ ﺑﻜﻞ
ﺗﺒﺠﻴﻞ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ﺑﻞ
ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﻔﻬﻤﻮﺍ ﺍﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ
ﻭﺧﺼﺎﺋﺼﻬﺎ .
ﺇﻥ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻔﺮﺩﺕ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ
ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻟﺠﺪﻳﺮﺓ ﺑﺄﻥ ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﻮﻁ
ﺍﻻﻣﺘﻴﺎﺯ ﻭﻳﺤﻈﻰ ﺑﻜﻞ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ . ﺇﻧﻪ
ﺑﺤﻖ ﺍﻷﻋﻈﻢ .
ﻓﻬﻞ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻳﻮﺟﺪ ﺃﻱ ﺭﺟﻞ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻨﻪ ؟
ﻛﻼ ، ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺭﺟﻞ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻨﻪ ﻓﻘﺪ ﻋﺎﺵ
ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻛﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺟﻤﻌﺎﺀ
ﻭﺟﺎﺀ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺨﺎﺗﻢ ﻭﺍﻟﻤﺴﻌﺪ ﻟﺠﻤﻴﻊ
ﺍﻟﺒﺸﺮ .
ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﺤﻖ ﺭﺟﻞ ﻟﻢ ﺗﻨﺠﺐ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ
ﻣﺜﻠﻪ ﻛﻴﻒ ﻻ ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺠﺒﺎﺭ "
ﻭَﺭَﻓَﻌْﻨَﺎ ﻟَﻚَ ﺫِﻛْﺮَﻙَ .. " ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ " ﻭَﺇِﻧَّﻚَ
ﻟَﻌَﻠَﻰ ﺧُﻠُﻖٍ ﻋَﻈِﻴﻢٍ . "
ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﻧﻌﻤﺔ ﺃﻧﻌﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﺣﺮﻱٌ ﺑﻨﺎ
ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻧﺘﺬﻛﺮ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﻧﺘﺬﻛﺮ ﺍﻟﻤﻨﻌﻢ ﺑﻬﺎ
ﻭﻧﺸﻜﺮﻩ ﻋﻠﻴﻬﺎ. ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻜﺮ ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ
ﻣﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﻤﺴﻚ ﺑﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺳﻨﺔ
ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﺼﺪﻗﺎً
ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ} : ﻟَﻘَﺪْ ﻛَﺎﻥَ ﻟَﻜُﻢْ ﻓِﻲ ﺭَﺳُﻮﻝِ
ﺍﻟﻠﻪِ ﺃُﺳْﻮَﺓٌ ﺣَﺴَﻨَﺔٌ ﻟِّﻤَﻦ ﻛَﺎﻥَ ﻳَﺮْﺟُﻮ ﺍﻟﻠﻪَ
ﻭَﺍﻟْﻴَﻮْﻡَ ﺍﻵﺧِﺮَ) {ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ /ﺁﻳﺔ .(21
ﻓﻤﺎ ﺃﻋﻈﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﻭﻣﺎ ﺃﻋﻈﻤﻚ ﻳﺎ
ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻗﺪ ﻣﻨﺤﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻣﻦ
ﻛﻤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻤﻨﺤﻪ ﻏﻴﺮﻩ
ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻪ ﺃﻭ ﺑﻌﺪﻩ . ﻭﻗﺪ ﺃﻋﻄﺎﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ
ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺷﺮﻑ ﺍﻟﻨﺴﺐ ﻭﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﺨﻠﻘﺔ،
ﻭﺟﻤﺎﻝ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻭﻗﻮﺓ ﺍﻟﻌﻘﻞ، ﻭﺻﺤﺔ
ﺍﻟﻔﻬﻢ ﻭﻓﺼﺎﺣﺔ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻭﻗﻮﺓ ﺍﻟﺤﻮﺍﺱ
ﻭﺍﻷﻋﻀﺎﺀ، ﻭﺍﻷﺧﻼﻕ ﺍﻟﻌﻠﻴﺔ ﻭﺍﻵﺩﺍﺏ
ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻣﻦ: ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﺍﻟﺤﻠﻢ
ﻭﺍﻟﺼﺒﺮ ﻭﺍﻟﺰﻫﺪ ﻭﺍﻟﺸﻜﺮ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ
ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﺿﻊ ﻭﺍﻟﻌﻔﻮ ﻭﺍﻟﻌﻔﺔ ﻭﺍﻟﺠﻮﺩ
ﻭﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺮﻭﺀﺓ ﻭﺍﻟﺴﻜﻴﻨﺔ
ﻭﺍﻟﺘﺆﺩﺓ ﻭﺍﻟﻮﻗﺎﺭ ﻭﺍﻟﻬﻴﺒﺔ ﻭﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻭﺣﺴﻦ
ﺍﻟﻤﻌﺎﺷﺮﺓ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﺎﻉ ﻭﺻﻔﻪ ﻭﺣﺼﺮﻩ.
ﻓﻤﺎ ﺃﻋﻈﻤﻚ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻟﻘﺪ ﺻﺪﻕ
ﺭﺑﻨﺎ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﺇﺫ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺷﺄﻧﻚ
ﻭﻭﺻﻔﻚ}ﻭَﺇِﻧَّﻚَ ﻟَﻌَﻠﻰ ﺧُﻠُﻖٍ ﻋَﻈِﻴﻢٍ{
)ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻘﻠﻢ/ ﺁﻳﺔ .(4
ﻭﻫﺎ ﻧﺤﻦ ﻧﺄﺗﻲ ﺇﻟﻰ ﻧﺒﺬﺓ ﻳﺴﻴﺮﺓ ﻣﻦ
ﻣﺤﺎﺳﻦ ﺻﻔﺎﺗﻪ ﻭﻣﺤﺎﺳﻦ ﺁﺩﺍﺑﻪ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﻟﻨﺎ
ﻧﻤﻮﺫﺟﺎً ﻧﺴﻴﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﻧﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﻡ
ﻧﺒﻴﻨﺎ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ.
ﺃﻋﻤﻴﺖ ﻋﻴﻨﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺯﻳﻨﺘﻬﺎ --- ﻓﺄﻧﺖ
ﻭﺍﻟﺮﻭﺡ ﺷﻲﺀ ﻏﻴﺮ ﻣﻔﺘﺮﻕ
ﺇﺫﺍ ﺫﻛﺮﺗﻚ ﻭﺍﻓﻰ ﻣﻘﻠﺘﻲ ﺃﺭﻕ --- ﻣﻦ ﺃﻭﻝ
ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺣﺘﻰ ﻣﻄﻠﻊ ﺍﻟﻔﻠﻖ
ﻭﻣﺎ ﺗﻄﺎﺑﻘﺖ ﺍﻷﺟﻔﺎﻥ ﻋﻦ ﺳﻨﺔٍ --- ﺇﻻ
ﻭﺇﻧﻚ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻔﻦ ﻭﺍﻟﺤﺪﻕ
ﻧﺴﺒﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﺃﻣﺎ ﺷﺮﻑ ﻧﺴﺒﻪ ﻭﻛﺮﻡ ﺑﻠﺪﻩ ﻭﻣﻨﺸﺌﺔ ﻓﺈﻥ
ﻧﺴﺒﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺇﻟﻰ
ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ. ﻧﺴﺐ ﺷﺮﻳﻒ
ﻭﺁﺑﺎﺀ ﻃﺎﻫﺮﻭﻥ ﻭﺃﻣﻬﺎﺕ ﻃﺎﻫﺮﺍﺕ؛ ﻓﻬﻮ
ﻣﻦ ﺻﻤﻴﻢ ﻗﺮﻳﺶ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻘﺪﻡ ﺍﻷﻭﻟﻰ
ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻑ ﻭﻋﻠﻮ ﺍﻟﻤﻜﺎﻧﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ.
ﻭﻻ ﺗﺠﺪ ﻓﻲ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺁﺑﺎﺋﻪ ﺇﻻ ﻛﺮﺍﻣﺎً ﻟﻴﺲ
ﻓﻴﻬﻢ ﻣﺴﺘﺮﺫﻝ ﺑﻞ ﻛﻠﻬﻢ ﺳﺎﺩﺓ ﻗﺎﺩﺓ،
ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺃﻣﻬﺎﺕ ﺁﺑﺎﺋﻪ ﻣﻦ ﺃﺭﻓﻊ ﻗﺒﺎﺋﻠﻬﻦ ﻭﻛﻞ
ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺑﻴﻦ ﺁﺑﺎﺋﻪ ﻭﺃﻣﻬﺎﺗﻪ ﻛﺎﻥ ﺷﺮﻋﻴﺎً
ﺑﺤﺴﺐ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﻟﻢ ﻳﻨﻞ ﻧﺴﺒﻪ
ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺳﻔﺎﺡ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﺑﻞ ﻃﻬﺮﻩ ﺍﻟﻠﻪ
ﻣﻦ ﺫﻟﻚ.
ﺭﻭﻯ ﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﻭﺍﺛﻠﺔ ﺑﻦ ﺍﻷﺳﻘﻊ ﻗﺎﻝ:
ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ:
"ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﺻﻄﻔﻰ ﻛﻨﺎﻧﺔ ﻣﻦ ﻭﻟﺪ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ
ﻭﺍﺻﻄﻔﻰ ﻗﺮﻳﺸﺎً ﻣﻦ ﻛﻨﺎﻧﺔ ﻭﺍﺻﻄﻔﻰ
ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺶ ﺑﻨﻲ ﻫﺎﺷﻢ ﻭﺍﺻﻄﻔﺎﻧﻲ ﻣﻦ
ﺑﻨﻲ ﻫﺎﺷﻢ."
ﻛﻤﺎﻝ ﺧﻠﻘﺘﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﺃﻣﺎ ﺻﻮﺭﺗﻪ ﻭﺟﻤﺎﻟﻪ ﻭﺗﻨﺎﺳﺐ ﺃﻋﻀﺎﺋﻪ
ﻭﺣﺴﻨﻪ ﻓﻘﺪ ﺟﺎﺀﺕ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ
ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭﺓ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﻛﺜﺮ ﺍﻟﻮﺍﺻﻔﻮﻥ ﻟﺤﺴﻦ
ﺟﻤﺎﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺃﻧﻪ
ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻴﺾ ﻣﺸﺮﺑﺎً ﺑﺎﻟﺤﻤﺮﺓ، ﺃﺯﻫﺮ ﺍﻟﻠﻮﻥ،
ﻇﺎﻫﺮ ﺍﻟﻮﺿﺎﺀﺓ، ﻭﺍﺳﻊ ﺍﻟﺠﺒﻴﻦ، ﻛﺚ
ﺍﻟﻠﺤﻴﺔ ﺳﺨﻞ ﺍﻟﺨﺪﻳﻦ، ﺃﺑﻴﺾ ﺍﻷﺳﻨﺎﻥ ﺇﺫﺍ
ﺗﻜﻠﻢ ﻛﺄﻥ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻳﻨﻬﻤﺮ ﻣﻦ ﻓﻤﻪ ﻭﻳﻜﻔﻲ
ﻓﻲ ﻭﺻﻔﻪ ﻗﻮﻝ ﺃﺑﻮ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻨﻪ: ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺷﻴﺌﺎً ﺃﺣﺴﻦ ﻣﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﺄﻥ ﺍﻟﺸﻤﺲ
ﺗﺠﺮﻱ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻪ. ﻭﻭﺻﻔﻪ ﺑﻌﺾ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ
ﻓﻘﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺨﻤﺎً ﻣﻔﻬﻤﺎً ﻳﺘﻸﻷ
ﻭﺟﻬﻪ ﺗﻸﻟﺆ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﺒﺪﺭ.
ﻭﺃﺧﺮﺝ ﺍﻟﺒﺰﺍﺭ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﺣﺴﻦ ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ
ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﺗﻤﺜﻠﺖُ ﻓﻲ ﺃﺑﻲ:
ﻭﺃﺑﻴﺾ ﻳﺴﺘﺴﻘﻰ ﺍﻟﻐﻤﺎﻡ ﺑﻮﺟﻬﻪ --- ﺭﺑﻴﻊ
ﺍﻟﻴﺘﺎﻣﻰ ﻋﺼﻤﺔ ﻟﻸﺭﺍﻣﻞ
ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺑﻲ)ﺗﻌﻨﻲ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮSad ﺫﻟﻚ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ .
ﻟﺌﻦ ﺃﻋﻄﻲ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻳﻮﺳﻒ ﺷﻄﺮ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ
ﻓﻘﺪ ﺃﻋﻄﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻛﻠّﻪ .
ﻋﻈﻤﺔ ﺧُﻠﻘﻪ ﻭﺣﻠﻤﻪ ﻭﻋﻔﻮﻩ
ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﺍﻟﺤﻤﻴﺪﺓ ﻭﺍﻵﺩﺍﺏ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ
ﻓﺠﻤﻴﻌﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺧﻠﻖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﺘﻬﺎﺀ ﻓﻲ ﻛﻤﺎﻟﻬﺎ
ﻭﻳﻜﻔﻴﻚ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ
ﻓﻲ ﺇﺫ ﻳﻘﻮﻝ) ﻭﺇﻧﻚ ﻟﻌﻠﻰ ﺧﻠﻖ
ﻋﻈﻴﻢ، (ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ )ﺃﺩﺑﻨﻲ
ﺭﺑﻲ ﻓﺄﺣﺴﻦ ﺗﺄﺩﻳﺒﻲ، ( ﻭﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻗﻮﻝ
ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺃﻡ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﺣﻴﻦ
ﺳﺌﻠﺖ: ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﺧﻠﻖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ
ﻓﻘﺎﻟﺖ"ﻛﺎﻥ ﺧﻠﻘﻪ ﺍﻟﻘﺮﺀﺍﻥ" ﺃﻱ ﻛﻞ ﺧﺼﻠﺔ
ﺧﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺀﺍﻥ ﻫﻲ ﻓﻲ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ.
ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻭﺻﻒ
ﺧﻠﻘﻪ ﺃﻳﻀﺎً":ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺎﺣﺸﺎً
ﻭﻻ ﻣﺘﻔﺤﺸﺎً ﻭﻻ ﻳﺠﺰﻱ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ
ﻭﻟﻜﻦ ﻳﻌﻔﻮ ﻭﻳﺼﻔﺢ ﻭﻗﺎﻟﺖ: ﻣﺎ ﺍﻧﺘﻘﻢ
ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻨﻔﺴﻪ
ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﻨﺘﻬﻚ ﺣﺮﻣﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ.
ﻭﻓﻲ ﺣﻴﺎﺋﻪ ﻳﻘﻮﻝ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﺨﺪﺭﻱ
ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ: ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﺷﺪ ﺣﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﻓﻲ
ﺧﺪﺭﻫﺎ ﻭﻛﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﻛﺮﻩ ﺷﻴﺌﺎً ﻋﺮﻓﻨﺎﻩ ﻓﻲ
ﻭﺟﻬﻪ" ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ.
ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﻠﻢ ﻭﺍﻟﻌﻔﻮ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻘﺪﺭﺓ ﻣﻦ
ﺃﻭﺻﺎﻓﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻘﺪ ﺃﻣﺮﻩ
ﺭﺑﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﻣﻦ ﺃﺧﻼﻕ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻘﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ }ﺧُﺬِ ﺍﻟْﻌَﻔْﻮَ ﻭَﺃْﻣُﺮْ
ﺑِﺎﻟْﻌُﺮْﻑِ ﻭَﺃَﻋْﺮِﺽْ ﻋَﻦِ ﺍﻟْﺠَﺎﻫِﻠِﻴﻦَ{
)ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ.(169/
ﻓﻤﺎ ﻣﻦ ﺣﻠﻴﻢ ﺇﻻ ﻋﺮﻓﺖ ﻟﻪ ﺯﻟﺔ ﺃﻣﺎ ﻧﺒﻴﻨﺎ
ﺍﻷﻋﻈﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻜﺎﻥ ﻻ
ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻊ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻹﻳﺬﺍﺀ ﺇﻻ ﺻﺒﺮﺍً، ﻭﻣﻊ
ﺇﺳﺮﺍﻑ ﺍﻟﺠﺎﻫﻞ ﺇﻻ ﺣﻠﻤﺎً. ﻭﻣﻤﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ
ﺫﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ" :ﺍﻟﻠﻬﻢ
ﺍﻫﺪ ﻗﻮﻣﻲ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ" ﺑﻌﺪﻣﺎ
ﻓﻌﻠﻮﺍ ﺑﻪ ﻭﺑﺄﺻﺤﺎﺑﻪ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻮﺍ. ﻭﻛﺬﻟﻚ
ﻗﻮﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﺃﺧﺮﺟﻮﻩ ﻣﻦ ﺩﻳﺎﺭﻩ ﻭﻧﻜﻠﻮﺍ ﺑﻬﻢ ﻭﻗﺎﺗﻠﻮﻩ
ﻭﺣﺮﺿﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ
"ﺍﺫﻫﺒﻮﺍ ﻓﺄﻧﺘﻢ ﺍﻟﻄﻠﻘﺎﺀ" ﻭﺫﻟﻚ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻔﺘﺢ.
ﻭﺭﻭﻯ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ
ﻗﺎﻝ":ﻛﻨﺖ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺑﺮﺩ ﻏﻠﻴﻆ ﺍﻟﺤﺎﺷﻴﺔ ﻓﺠﺬ ﺑﻪ
ﺃﻋﺮﺍﺑﻲ ﺑﺮﺩﺍﺋﻪ ﺟﺬﺑﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺣﺘﻰ ﺃﺛﺮﺕ
ﺣﺎﺷﻴﺔ ﺍﻟﺒﺮﺩ ﻓﻲ ﺻﻔﺤﺔ ﻋﻨﻘﻪ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ
ﻣﺤﻤﺪ ﺍﺣﻤﻞ ﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﻴﺮﻱ ﻫﺬﻳﻦ ﻣﻦ
ﻣﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻨﺪﻙ ﻓﺈﻧﻚ ﻻ ﺗﺤﻤﻞ ﻟﻲ
ﻣﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﻭﻻ ﻣﻦ ﻣﺎﻝ ﺃﺑﻴﻚ!!!
ﻓﺴﻜﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ:
ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻣﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻧﺎ ﻋﺒﺪﻩ ﻭﺃﻋﻄﺎﻩ ﻣﺎ
ﻃﻠﺐ، ﻓﻬﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻠﻢ ﻭﺍﻟﻌﻔﻮ ﻓﻲ
ﻣﺜﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ.
ﺟﻮﺩﻩ ﻭﻛﺮﻣﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺠﻮﺩ ﻭﺍﻟﻜﺮﻡ ﻭﺍﻟﺴﺨﺎﺀ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﺣﺔ
ﻓﻘﺪ ﺧﻠﻘﺖ ﻣﻌﻪ ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﻧﺸﺄ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ
ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻓﻘﺪ ﻓﺎﻕ ﻛﻞ ﻛﺮﻣﺎﺀ ﺍﻟﻌﺮﺏ
ﻭﺍﻟﻌﺠﻢ ﻭﻭﺻﻔﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻋﺮﻓﻪ: ﻗﺎﻝ
ﺟﺎﺑﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ: ﻣﺎ ﺳﺌﻞ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻦ ﺷﻲﺀ ﻓﻘﺎﻝ:
ﻻ، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ: ﻛﺎﻥ
ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺃﺟﻮﺩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ
ﻭﺃﺟﻮﺩ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ. ﻭﻛﺎﻥ ﺇﺫﺍ
ﻟﻘﻴﻪ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﺃﺟﻮﺩ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻳﺢ
ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﺔ.
ﻭﺭﻭﻯ ﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ
ﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﺳﺌﻞ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺷﻴﺌﺎً ﻗﻂ ﺇﻻ ﺃﻋﻄﺎﻩ،
ﻓﺄﺗﺎﻩ ﺭﺟﻞ ﻓﺴﺄﻟﻪ، ﻓﺄﻣﺮ ﻟﻪ ﺑﻐﻨﻢ ﺑﻴﻦ
ﺟﺒﻠﻴﻦ، ﻓﺄﺗﻰ ﻗﻮﻣﻪ ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺳﻠﻤﻮﺍ ﻓﺈﻥ
ﻣﺤﻤﺪﺍً ﻳﻌﻄﻲ ﻋﻄﺎﺀ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺨﺎﻑ
ﺍﻟﻔﺎﻗﺔ."
ﺷﺠﺎﻋﺘﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺷﺠﺎﻋﺘﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻘﺪ ﺣﻀﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ
ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ﻭﻓﺮَّ ﺍﻟﺸﺠﻌﺎﻥ ﻭ
ﺍﻷﺑﻄﺎﻝ ﻋﻨﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﺮﺓ ﻭﻫﻮ ﺛﺎﺑﺖ ﻻ ﻳﺒﺮﺡ
ﻭﻣﻘﺒﻞ ﻻ ﻳﺪﺑﺮ ﻭﻻ ﻳﺘﺰﺣﺰﺡ ﻭﻗﺎﻝ ﻓﻴﻪ
ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ: ﺇﻧﺎ ﻛﻨﺎ ﺇﺫﺍ ﺍﺷﺘﺪ ﺍﻟﺒﺄﺱ
ﻭﺍﺣﻤﺮﺕ ﺍﻟﺤﺪﻕ ﺍﺗﻘﻴﻨﺎ ﺑﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺣﺪٌ ﺃﻗﺮﺏ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻣﻨﻪ، ﻭﻟﻘﺪ ﺭﺃﻳﺘﻨﻲ ﻳﻮﻡ ﺑﺪﺭ ﻭﻧﺤﻦ
ﻧﻠﻮﺫ ﺑﺎﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻫﻮ
ﺃﻗﺮﺑﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﺷﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﻳﻮﻣﺌﺬ ﺑﺄﺳﺎً.
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ: ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺃﺷﺠﻊ ﻭﻻ ﺃﺑﺤﺮ
ﻭﻻ ﺃﺟﻮﺩ ﻭﻻ ﺃﺭﺿﻰ ﻣﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ.
ﺯﻫﺪﻩ ﻭﺗﻮﺍﺿﻌﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ
ﻭﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺯﻫﺪﻩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ
ﻭﺗﻮﺍﺿﻌﻪ ﻭﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻩ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻓﻜﺜﻴﺮ
ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭﺍﺑﻦ
ﻣﺎﺟﻪ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﺍﺿﻄﺠﻊ
ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺣﺼﻴﺮ
ﻓﺄﺛﺮ ﺍﻟﺤﺼﻴﺮ ﺑﺠﻠﺪﻩ، ﻓﺠﻌﻠﺖ ﺃﻣﺴﺤﻪ
ﻭﺃﻗﻮﻝ: ﺑﺄﺑﻲ ﺃﻧﺖ ﻭﺃﻣﻲ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻻ
ﺃﺫﻧﺘﻨﺎ ﻓﻨﺒﺴﻂ ﻟﻚ ﺷﻴﺌﺎً ﻳﻘﻴﻚ ﻣﻨﻪ ﺗﻨﺎﻡ
ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ" :ﻣﺎﻟﻲ
ﻭﻟﻠﺪﻧﻴﺎ، ﻭﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻭﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﺇﻧﻤﺎ ﺃﻧﺎ ﻭﺍﻟﺪﻧﻴﺎ
ﻛﺮﺍﻛﺐ ﺍﺳﺘﻈﻞ ﺗﺤﺖ ﺷﺠﺮﺓ ﺛﻢ ﺭﺍﺡ
ﻭﺗﺮﻛﻬﺎ."
ﻭﻣﻤﺎ ﻳﺸﻬﺪ ﻋﻠﻰ ﺯﻫﺪﻩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ
ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻤﺮ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﻭﺍﻟﺸﻬﺮﺍﻥ
ﻭﻻ ﻳﻮﻗﺪ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻧﺎﺭ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ:
ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻃﻌﺎﻣﻜﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺍﻷﺳﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﺘﻤﺮ
ﻭﺍﻟﻤﺎﺀ.
ﻭﺃﻛﺒﺮ ﺷﺎﻫﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﻠﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ
ﻭﺇﻋﺮﺍﺿﻪ ﻋﻦ ﺯﻫﺮﺗﻬﺎ ﺃﻧﻪ ﺗﻮﻓﻲ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺩﺭﻋﻪ ﻣﺮﻫﻮﻧﺔ ﻋﻨﺪ
ﻳﻬﻮﺩﻱ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﺮﻙ ﻗﺼﺮﺍً ﻭﻻ ﻣﺘﺎﻋًﺎ ﻛﺜﻴﺮﺍً
ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﺑﻴﺘﻪ ﻣﺘﻮﺍﺿﻌﺎً ﻭﻣﺘﺎﻋﻪ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ
ﺍﻟﺘﻮﺍﺿﻊ ﻭﻛﺎﻥ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﻳﻮﺻﻲ ﺑﺘﺮﻙ ﺍﻟﺘﻨﻌﻢ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ":
ﻭﺇﻳﺎﻙ ﻭﺍﻟﺘﻨﻌﻢ ﻓﺈﻥ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻴﺴﻮﺍ
ﺑﺎﻟﻤﺘﻨﻌﻤﻴﻦ."
ﻋَﻦْ ﻋُﻤَﺮَ ﺑْﻦِ ﺍﻟْﺨَﻄَّﺎﺏِ ، ﻗَﺎﻝَ : ﻗَﺎﻝَ ﺭَﺳُﻮﻝُ
ﺍﻟﻠﻪِ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ﻻ ﺗُﻄْﺮُﻭﻧِﻲ
ﻛَﻤَﺎ ﺃَﻃْﺮَﺕِ ﺍﻟﻨَّﺼَﺎﺭَﻯ ﺍﺑْﻦَ ﻣَﺮْﻳَﻢَ ، ﺇِﻧَّﻤَﺎ ﺃَﻧَﺎ
ﻋَﺒْﺪٌ ، ﻓَﻘُﻮﻟُﻮﺍ : ﻋَﺒْﺪُ ﺍﻟﻠﻪِ ﻭَﺭَﺳُﻮﻟُﻪُ .
ﻭﻣﻦ ﺗﻮﺍﺿﻌﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﻗﻮﻟﻪ ) : ﻻ ﺗﻔﻀﻠﻮﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻳﻮﻧﺲ ﺑﻦ
ﻣﺘﻰ ، ﻭ ﻻ ﺗﻔﻀﻠﻮﺍ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ، ﻭ ﻻ
ﺗﺨﻴﺮﻭﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺳﻰ ( .
ﻭ ﻗﺎﻝ ﻟﻠﺬﻱ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ﻳﺎ ﺧﻴﺮ ﺍﻟﺒﺮﻳﺔ : ﺫﺍﻙ
ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ .
ﺧﻮﻓﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﻃﺎﻋﺘﻪ ﻟﺮﺑﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ
ﺃﻣﺎ ﺷﺪﺓ ﺧﻮﻓﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻣﻦ
ﺍﻟﻠﻪ ﺷﺪﺓ ﻃﺎﻋﺘﻪ ﻭﻋﺒﺎﺩﺗﻪ ﻓﻌﻠﻰ ﻗﺪﺭ
ﻋﻠﻤﻪ ﺑﺮﺑﻪ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺗﻤﺪﺡ ﻭﻣﺪﺡ ﻧﻔﺴﻪ
ﺑﻘﻮﻟﻪ": ﺃﻧﺎ ﺃﻋﻠﻤﻜﻢ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺃﺷﺪﻛﻢ ﻟﻠﻪ
ﺧﺸﻴﺔ" ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺃﻧﺎ ﺃﻛﺜﺮﻛﻢ ﻋﻠﻤًﺎ ﺑﺼﻔﺎﺕ
ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺑﺄﻣﻮﺭ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ
ﻭﺍﻟﺘﻨﺰﻳﻪ ﻭﺍﻟﺨﺸﻴﺔ ﻟﻠﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ،
ﻭﻗﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺃﻳﻀﺎً "ﻟﻮ
ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ ﻣﺎ ﺃﻋﻠﻢ ﻟﻀﺤﻜﺘﻢ ﻗﻠﻴﻼً ﻭﻟﺒﻜﻴﺘﻢ
ﻛﺜﻴﺮﺍً، ﺇﻧﻲ ﺃﺭﻯ ﻣﺎﻻ ﺗﺮﻭﻥ ﻭﺃﺳﻤﻊ ﻣﺎﻻ
ﺗﺴﻤﻌﻮﻥ ﺃﻃَّﺖ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﺣﻖ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ
ﺗﺌﻂ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻮﺿﻊ ﺃﺭﺑﻊ ﺃﺻﺎﺑﻊ ﺇﻻ ﻭﻓﻴﻪ
ﻣﻠﻚ ﺳﺎﺟﺪ."
ﻭﻣﻌﻨﻰ ﺃﻃﺖ ﺻﺪﺭ ﻣﻨﻬﺎ ﺻﻮﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻤﻞ
ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ
ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻣﺴﻜﻦ ﻟﻠﻤﻼﺋﻜﺔ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ
ﻭﻟﻴﺴﺖ ﻣﻜﺎﻧﺎً ﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻛﻤﺎ ﻳﻈﻦ
ﺍﻟﻤﺸﺒﻬﺔ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ. ﻭﺭﻭﻯ
ﺍﻟﻤﻐﻴﺮﺓ ﺑﻦ ﺷﻌﺒﺔ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻡ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺣﺘﻰ ﺗﻮﺭﻣﺖ ﻗﺪﻣﺎﻩ
ﻓﻘﻴﻞ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻟﻴﺲ ﻗﺪ ﻏﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻚ
ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻣﻦ ﺫﻧﺒﻚ ﻭ ﻣﺎ ﺗﺄﺧﺮ؟ ﻗﺎﻝ: ﺃﻓﻼ
ﺃﻛﻮﻥ ﻋﺒﺪﺍً ﺷﻜﻮﺭﺍً."
ﻃﻴﺐ ﺭﻳﺤﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﻭﺃﻣﺎ ﻃﻴﺐ ﺭﻳﺤﻪ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﻃﻴﺒﺎً ﻣﻄﻴﺒﺎً ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻃﻴﺐ ﻭﻛﺎﻧﺖ
ﺭﺍﺋﺤﺘﻪ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﺗﻔﻮﺡ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻌﻄﻮﺭ
ﻭﺍﻟﻄﻴﺐ، ﺭﻭﻯ ﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ":ﻣﺎ ﺷﻤﻤﺖ ﺷﻴﺌﺎً ﻗﻂ ﻣﺴﻜﺎً ﻭﻻ
ﻋﻨﺒﺮﺍ ﺃﻃﻴﺐ ﻣﻦ ﺭﻳﺢ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ. ﻭﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﺳﻤﺮﺓ
ﺃﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻣﺴﺢ ﺧﺪﻩ ﻗﺎﻝ:
ﻓﻮﺟﺪﺕ ﻟﻴﺪﻩ ﺑﺮﺩﺍً ﻭﺭﻳﺤﺎً ﻛﺄﻧﻤﺎ ﺃﺧﺮﺟﻬﺎ
ﻣﻦ ﺟﺆﻧﺔ ﻋﻄﺎﺭ ﺃﻱ ﻛﻴﺲ ﺍﻟﻌﻄﺮ.
ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺳﻮﺍﺀ ﻣﺲ
ﻳﺪﻩ ﺃﻭ ﻟﻢ ﻳﻤﺴﻬﺎ ﻳﺼﺎﻓﺢ ﺍﻟﻤﺼﺎﻓﺢ ﻓﻴﻈﻞ
ﻳﻮﻣﻪ ﻳﺠﺪ ﺭﻳﺤﻬﺎ ﻭﻳﻀﻊ ﻳﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ
ﺍﻟﺼﺒﻲ ﻓﻴﻌﺮﻑ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺼﺒﻴﺎﻥ ﺑﺮﻳﺤﻬﺎ،
ﻭﺭﻭﻯ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ: ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻤﺮ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﻓﻴﺘﺒﻌﻪ ﺃﺣﺪ
ﺇﻻ ﻋﺮﻑ ﺃﻧﻪ ﺳﻠﻜﻪ ﻣﻦ ﻃﻴﺒﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ.
ﺣﺴﻦ ﻋﺸﺮﺗﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﺸﺮﺓ ﻭﺃﻭﺳﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺻﺪﺭﺍً
ﻭﺃﺻﺪﻗﻬﻢ ﻟﻬﺠﺔ ﻭﻗﺪ ﻭﺻﻔﻪ ﺑﻌﺾ
ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻗﺎﺋﻼ: ﻛﺎﻥ ﺩﺍﺋﻢ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺳﻬﻞ
ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻟﻴﻦ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﻟﻴﺲ ﺑﻔﻆ ﻭﻻ ﻏﻠﻴﻆ
ﻭﻻ ﺻﺨﺎﺏ ﻭﻻ ﻓﺤﺎﺵ ﻭﻻ ﻋﻴﺎﺏ.
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ }ﻓَﺒِﻤَﺎ ﺭَﺣْﻤَﺔٍ ﻣِّﻦَ ﺍﻟﻠﻪِ ﻟِﻨﺖَ
ﻟَﻬُﻢْ ﻭَﻟَﻮْ ﻛُﻨﺖَ ﻓَﻈًّﺎ ﻏَﻠِﻴﻆَ ﺍﻟْﻘَﻠْﺐِ ﻻَﻧﻔَﻀُّﻮﺍْ
ﻣِﻦْ ﺣَﻮْﻟِﻚَ{ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺠﻴﺐ ﻣﻦ ﺩﻋﺎﻩ، ﻭﻳﻘﺒﻞ
ﺍﻟﻬﺪﻳﺔ، ﻗﺎﻝ ﺃﻧﺲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ: ﺧﺪﻣﺖ
ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﺸﺮ
ﺳﻨﻴﻦ ﻓﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻟﻲ "ﺃﻑ" ﻗﻂ ﻭﻣﺎ ﻗﺎﻝ
ﻟﺸﻲﺀ ﺻﻨﻌﺘﻪ ﻟﻢ ﺻﻨﻌﺘﻪ ﻭﻻ ﻟﺸﻲﺀ
ﺗﺮﻛﺘﻪ ﻟﻢ ﺗﺮﻛﺘﻪ.
ﻭﻗﺎﻝ ﺟﺮﻳﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ
"ﻣﺎ ﺣﺠﺒﻨﻲ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﻗﻂ ﻣﻨﺬ ﺃﺳﻠﻤﺖ ﻭﻻ ﺭﺁﻧﻲ ﺇﻻ
ﺗﺒﺴﻢ."
ﻭﻛﺎﻥ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻤﺎﺯﺡ
ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﻳﺨﺎﻟﻄﻬﻢ ﻭﻳﺤﺎﺩﺛﻬﻢ ﻭﻳﺪﺍﻋﺐ
ﺻﺒﻴﺎﻧﻬﻢ ﻭﻳﺠﺎﻟﺴﻬﻢ ﻓﻲ ﺣﺠﺮﻩ، ﻭﻳﺠﻴﺐ
ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﺤﺮ ﻭﺍﻟﻌﺒﺪ (منقول)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://n222.7olm.org
 
عظمة سيدنا محمد(صلي الله عليه وسلم)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» محمد العريفي
» محمد القحطاني
» عبد العزيز بن محمد السدحان
» ان الله غفور رحيم
»  كتاب "معجزة قل هو الله أحد"

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدا المحترفون :: مــنـتـدا اســلا مـــي-
انتقل الى: