Admin مؤاسس منتدا المحترفون♥
البلد : مصر الـديـانــه : مسلم عدد المساهمات : 269 نقاط العضو : -2147458543 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 02/11/2011 العمر : 31 الموقع : https://n222.7olm.org المزاج : فى قمت النشاط
| موضوع: ﺍﻟﺘﻮﺑﻪ ﻭﺍﻹﻧﺎﺑﻪ ﻗﺒﻞ ﻏﻠﻖ ﺍﻹﺟﺎﺑﻪ الثلاثاء ديسمبر 06, 2011 8:33 pm | |
| ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻏﺎﻓﺮ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﻭﻗﺎﺑﻞ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ، ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺷﺮﻑ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ ﻭﺑﻌﺪ: ﻓﻬﺬﻩ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻟﻄﻴﻔﺔ ﻛﺘﺒﻬﺎ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﺑﻦ ﺭﺟﺐ ﺍﻟﺤﻨﺒﻠﻲ "ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ،" ﻓﻲ ﻛﺘﺒﻪ "ﻟﻄﺎﺋﻒ ﺍﻟﻤﻌﺮﻑ ﻟﻤﺎ ﻟﻤﻮﺍﺳﻢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ" ﻭﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﺴﻮﻳﻒ ﻭﺗﺮﻙ ﺩﺍﺀ ﻃﻮﻝ ﺍﻷﻣﻞ، ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻟﻠﻤﻮﺕ ﻭﻣﺎ ﺑﻌﺪﻩ. ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻧﺎﻓﻌﺔ ﻟﻨﺎﺷﺮﻫﺎ ﻭﻗﺎﺭﺋﻬﺎ ﻭﺳﺎﻣﻌﻬﺎ. ﻭﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤّﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ. ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ؟ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ» : ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰّ ﻭﺟﻞّ ﻳﻘﺒﻞ ﺗﻮﺑﺔ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻐﺮﻏﺮ ، « ﺩﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﻮﻝ ﺗﻮﺑﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰّ ﻭﺟﻞّ ﻟﻌﺒﺪﻩ ﻣﺎ ﺩﺍﻣﺖ ﺭﻭﺣﻪ ﻓﻲ ﺟﺴﺪﻩ ﻟﻢ ﺗﺒﻠﻎ ﺍﻟﺤﻠﻘﻮﻡ ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﻗﻲ. ﻭﻗﺪ ﺩﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﺃﻳﻀﺎً، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰّ ﻭﺟﻞّ} : ﺇﻧّﻤﺎ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﺍﻟﺴﻮﺀ ﺑﺠﻬﺎﻟﺔ ﺛﻢ ﻳﺘﻮﺑﻮﻥ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺐ ﻓﺄﻭﻟﺌﻚ ﻳﺘﻮﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻤﺎً ﺣﻜﻴﻤﺎً ] {ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ.[17 : ﻭﻋﻤﻞ ﺍﻟﺴﻮﺀ ﺇﺫﺍ ﺃﻓﺮﺩ ﺩﺧﻞ ﻓﻴﻪ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺴﻴﺌﺎﺕ، ﺻﻐﻴﺮﻫﺎ ﻭﻛﺒﻴﺮﻫﺎ. ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﺎﻟﺠﻬﺎﻟﺔ ﺍﻹﻗﺪﺍﻡ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺴﻮﺀ، ﻭﺇﻥ ﻋﻠﻢ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺃﻧﻪ ﺳﻮﺀ، ﻓﺈﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻋﺼﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻬﻮ ﺟﺎﻫﻞ، ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﺃﻃﺎﻋﻪ ﻓﻬﻮ ﻋﺎﻟﻢ، ﻭﺑﻴﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﻴﻦ: ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ: ﺃﻥ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻋﺎﻟﻤﺎً ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻋﻈﻤﺘﻪ ﻭﻛﺒﺮﻳﺎﺋﻪ ﻭﺟﻼﻟﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻬﺎﺑﻪ ﻭﻳﺨﺸﺎﻩ، ﻓﻼ ﻳﻘﻊ ﻣﻨﻪ ﻣﻊ ﺍﺳﺘﺤﻀﺎﺭ ﺫﻟﻚ ﻋﺼﻴﺎﻧﻪ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ: ﻟﻮ ﺗﻔﻜﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﻋﻈﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﺎ ﻋﺼﻮﻩ. ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺃﻥ ﻣﻦ ﺁﺛﺮ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻓﺈﻧﻤﺎ ﺣﻤﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺟﻬﻠﻪ ﻭﻇﻨﻪ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻨﻔﻌﻪ ﻋﺎﺟﻼً ﺑﺎﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﻟﺬﺗﻬﺎ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻩ ﺇﻳﻤﺎﻥ ﻓﻬﻮ ﻳﺮﺟﻮ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺳﻮﺀ ﻋﺎﻗﺒﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﻋﻤﺮﻩ، ﻭﻫﺬﺍ ﺟﻬﻞ ﻣﺤﺾ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺘﻌﺠﻞ ﺍﻹﺛﻢ ﻭﺍﻟﺨﺰﻱ، ﻭﻳﻔﻮﺗﻪ ﻋﺰ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﻭﺛﻮﺍﺑﻬﺎ ﻭﻟﺬﺓ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ، ﻭﻗﺪ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ، ﻭﻗﺪ ﻳﻌﺎﺟﻠﻪ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺑﻐﺘﺔ، ﻓﻬﻮ ﻛﺠﺎﺋﻊ ﺃﻛﻞ ﻃﻌﺎﻣﺎً ﻣﺴﻤﻮﻣﺎً ﻟﺪﻓﻊ ﺟﻮﻋﻪ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ، ﻭﺭﺟﺎ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﻠﺺ ﻣﺘﻦ ﺿﺮﺭﻩ ﺑﺸﺮﺏ ﺍﻟﺘﺮﻳﺎﻕ ﺑﻌﺪﻩ، ﻭﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺇﻻ ﺟﺎﻫﻞ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ} : ﻳﺘﻮﺑﻮﻥ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺐ ] {ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ،[17 : ﻗﺎﻝ: ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﻭﺍﻟﻤﻮﺕ، ﻭﻫﺬﺍ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺃﻓﻀﻞ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ، ﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﺒﺎﺩﺭ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺻﺤﺘﻪ ﻗﺒﻞ ﻧﺰﻭﻝ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﺑﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻗﺮﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺿﻊ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ. ﻭﺃﻳﻀﺎً ﻓﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺭﺟﺎﺀ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺗﺸﺒﻪ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﺑﺎﻟﻤﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺭﺟﺎﺀ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ، ﻭﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﻋﻨﺪ ﺣﻀﻮﺭ ﺃﻣﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺗﺸﺒﻪ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﺑﺎﻟﻤﺎﻝ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ. ﻓﺄﻳﻦ ﺗﻮﺑﺔ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺗﻮﺑﺔ ﻣﻦ ﻳﺘﻮﺏ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺐ ﻭﻫﻮ ﺻﺤﻴﺢ ﻗﻮﻱ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ، ﻓﻴﺘﺮﻛﻬﺎ ﺧﻮﻓﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰّ ﻭﺟﻞّ، ﻭﺭﺟﺎﺀ ﻟﺜﻮﺍﺑﻪ، ﻭﺇﻳﺜﺎﺭ ﻟﻄﺎﻋﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺼﻴﺘﻪ. ﻓﺎﻟﺘﺎﺋﺐ ﻓﻲ ﺻﺤﺘﻪ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺭﺍﻛﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﻦ ﺟﻮﺍﺩﻩ ﻭﺑﻴﺪﻩ ﺳﻴﻒ ﻣﺸﻬﻮﺭ، ﻓﻬﻮ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺮ ﻭﺍﻟﻔﺮ ﻭﺍﻟﻘﺘﺎﻝ، ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻭﻋﺼﻴﺎﻧﻪ، ﻓﺈﺫﺍ ﺟﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺫﻟﻴﻼً ﻟﻪ، ﻃﺎﻟﺒﺎً ﻷﻣﺎﻧﻪ، ﺻﺎﺭ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻮﺍﺹ ﺍﻟﻤﺎﻟﻚ ﻭﺃﺣﺒﺎﺑﻪ؛ ﻷﻧﻪ ﺟﺎﺀﻩ ﻃﺎﺋﻌﺎً ﻣﺨﺘﺎﺭﺍً ﻟﻪ، ﺭﺍﻏﺒﺎً ﻓﻲ ﻗﺮﺑﻪ ﻭﺧﺪﻣﺘﻪ. ﻭﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﻫﻮ ﻓﻲ ﺃﺳﺮ ﺍﻟﻤﻠﻚ ، ﻭﻓﻲ ﺭﺟﻠﻪ ﻗﻴﺪ ﻭﻓﻲ ﺭﻗﺒﺘﻪ ﻏﻞ، ﻓﺈﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻃﻠﺐ ﺍﻷﻣﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻓﺈﻧﻤﺎ ﻳﻄﻠﺒﻪ ﺧﻮﻓﺎً ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻼﻙ، ﻭﻗﺪ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺤﺒﺎً ﻟﻠﻤﻠﻚ، ﻭﻻ ﻣﺆﺛﺮﺍًَ ﻟﺮﺿﺎﻩ، ﻓﻬﺬﺍ ﻣﺜﻞ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺘﻮﺏ ﺇﻻ ﻓﻲ ﻣﺮﺿﻪ ﻋﻨﺪ ﻣﻮﺗﻪ، ﻟﻜﻦ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ، ﻭﺃﻛﺮﻡ ﺍﻷﻛﺮﻣﻴﻦ، ﻭﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ، ﻻ ﻳﻌﺠﺮﻩ ﻫﺎﺭﺏ، ﻭﻻ ﻳﻔﻮﺗﻪ ﺫﺍﻫﺐ، ﻛﻤﺎ ﻗﻴﻞ: ﻻ ﺃﻗﺪﺭ ﻣﻤﻦ ﻃﻠﺒﺘﻪ ﻓﻲ ﻳﺪﻩ، ﻭﻻ ﺃﻋﺠﺰ ﻣﻤﻦ ﻫﻮ ﻓﻲ ﻳﺪ ﻃﺎﻟﺒﻪ، ﻭﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﻓﻜﻞ ﻣﻦ ﻃﻠﺐ ﺍﻷﻣﻦ ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺑﻪ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺃﻣﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺣﺎﻝ ﻛﺎﻥ، ﺇﺫﺍ ﻋﻠﻢ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻓﻲ ﻃﻠﺒﻪ. ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ} : ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﺍﻟﺴﻴﺌﺎﺕ ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﺣﻀﺮ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻗﺎﻝ ﺇﻧﻲ ﺗﺒﺖ ﺍﻵﻥ ﻭﻻ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻤﻮﺗﻮﻥ ﻭﻫﻢ ﻛﻔﺎﺭ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺃﻋﺘﺪﻧﺎ ﻟﻬﻢ ﻋﺬﺍﺑﺎً ﺃﻟﻴﻤﺎً ] {ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ.[18 : ﻓﺴﻮﻯ ﺑﻴﻦ ﻣﻦ ﺗﺎﺏ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﻣﻦ ﻣﺎﺕ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺗﻮﺑﺔ. ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻧﻜﺸﺎﻑ ﺍﻟﻐﻄﺎﺀ، ﻭﻣﻌﺎﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﺤﺘﻀﺮ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻵﺧﺮﺓ، ﻭﻣﺸﺎﻫﺪﺓ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ. ﻓﺈﻥ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺇﻧﻤﺎ ﺗﻨﻔﻊ ﺑﺎﻟﻐﻴﺐ، ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺸﻒ ﺍﻟﻐﻄﺎﺀ ﻭﺻﺎﺭ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﺷﻬﺎﺩﺓ، ﻟﻢ ﻳﻨﻔﻊ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﻻ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺎﻝ. ﻭﻗﺪ ﻗﻴﻞ: ﺇﻧﻪ ﺇﻧﻤﺎ ﻣﻨﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﺣﻴﻨﺌﺬ؛ ﻷﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﺍﻧﻘﻄﻌﺖ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﻭﺫﻫﻞ ﻋﻘﻠﻪ، ﻟﻢ ﻳﺘﺼﻮﺭ ﻣﻨﻪ ﻧﺪﻡ ﻭﻻ ﻋﺰﻡ؛ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﺪﻡ ﻭﺍﻟﻌﺰﻡ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺼﺢ ﻣﻊ ﺣﻀﻮﺭ ﺍﻟﻌﻘﻞ. ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ» : ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻐﺮﻏﺮ « ﻳﻌﻨﻲ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﺒﻠﻎ ﺭﻭﺣﻪ ﻋﻨﺪ ﺧﺮﻭﺟﻬﺎ ﻣﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﺣﻠﻘﻪ. ﻓﺸﺒﻪ ﺗﺮﺩﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﺣﻠﻖ ﺍﻟﻤﺤﺘﻀﺮ ﺑﻤﺎ ﻳﺘﻐﺮﻏﺮ ﺑﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﻏﻴﺮﻩ، ﻭﻳﺮﺩﺩﻩ ﻓﻲ ﺣﻠﻘﻪ. ﻭﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﻋﺰّ ﻭﺟﻞّ} : ﻓﻠﻮﻻ ﺇﺫﺍ ﺑﻠﻐﺖ ﺍﻟﺤﻠﻘﻮﻡ . ﻭﺃﻧﺘﻢ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﺗﻨﻈﺮﻭﻥ . ﻭﻧﺤﻦ ﺃﻗﺮﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻨﻜﻢ ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﺗﺒﺼﺮﻭﻥ { ]ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ،[84 -83 : ﻭﺑﻘﻮﻟﻪ ﻋﺰّ ﻭﺟﻞّ} : ﻛﻼَّ ﺇﺫﺍ ﺑﻠﻐﺖ ﺍﻟﺘَّﺮﺍﻗﻲَ ] {ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ.[26 : ﻋﺶ ﻣﺎ ﺑﺪﺍ ﻟﻚ ﺳﺎﻟﻤﺎً ﻓﻲ ﻇﻞ ﺷﺎﻫﻘﺔ ﺍﻟﻘﺼﻮﺭ ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﺗﻘﻌﻘﻌﺖ ﻓﻲ ﺿﻴﻖ ﺣﺸﺮﺟﺔ ﺍﻟﺼﺪﻭﺭ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﻌﻠﻢ ﻣﻮﻗﻨﺎً ﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﺇﻻ ﻓﻲ ﻏﺮﻭﺭ ﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻟﻠﻤﻮﺕ ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﻳﺆﻣﻞ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻘﻄﻊ ﺃﻣﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﻗﺪ ﻻ ﺗﺴﻤﺢ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﻹﻗﻼﻉ ﻋﻦ ﻟﺬﺍﺗﻬﺎ ﻭﺷﻬﻮﺍﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ، ﻭﻳﺮﺟﻴﻪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﻋﻤﺮﻩ، ﻓﺈﺫﺍ ﺗﻴﻘﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕ، ﻭﺃﻳﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﺃﻓﺎﻕ ﻣﻦ ﺳﻜﺮﺗﻪ ﺑﺸﻬﻮﺍﺕ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻓﻨﺪﻡ ﺟﻴﺒﻨﺌﺬ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺮﻳﻄﻪ ﻧﺪﺍﻣﺔ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﻘﺘﻞ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﻃﻠﺐ ﺍﻟﺮﺟﻌﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻴﺘﻮﺏ ﻭﻳﻌﻤﻞ ﺻﺎﻟﺤﺎً، ﻓﻼ ﻳُﺠﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ، ﺗﺠﺘﻤﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﻜﺮﺓ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻣﻊ ﺣﺴﺮﺓ ﺍﻟﻔﻮﺕ. ﻭﻗﺪ ﺣﺬﺭ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ} : ﻭﺃﻧﻴﺒﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻜﻢ ﻭﺃﺳﻠﻤﻮﺍ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻴﻜﻢ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺛُﻢّ ﻻ ﺗُﺼﺮﻭﻥ . ﻭﺍﺗَّﺒﻌﻮﺍ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﺎ ﺃُﻧﺰﻝ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﻣﻦ ﺭﺑﻜﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻴﻜﻢ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺑﻐﺘﺔ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﻻ ﺗﺸﻌﺮﻭﻥ . ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻝ ﻧﻔﺲٌ ﻳﺎ ﺣﺴﺮﺗﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﺮّﻃﺖ ﻓﻲ ﺟﻨﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺖُ ﻟﻤﻦ ﺍﻟﺴَّﺎﺧﺮﻳﻦ { ]ﺍﻟﺰﻣﺮ،[56 -54 : ﺳُﻤﻊ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺤﺘﻀﺮﻳﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﺣﺘﻀﺎﺭﻩ ﻳﻠﻄﻢ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ ﻭﻳﻘﻮﻝ) :ﻳﺎ ﺣﺴﺮﺗﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﺮَّﻃﺖُ ﻓﻲ ﺟﻨﺐ ﺍﻟﻠﻪ( ﻭﻗﺎﻝ ﺁﺧﺮ ﻋﻨﺪ ﺍﺣﺘﻀﺎﺭﻩ: ﺳﺨﺮﺕ ﺑﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺘﻰ ﺫﻫﺒﺖ ﺃﻳﺎﻣﻲ، ﻭﻗﺎﻝ ﺁﺧﺮ ﻋﻨﺪ ﻣﻮﺗﻪ: ﻻ ﺗﻐﺮﻛﻢ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﻤﺎ ﻏﺮﺗﻨﻲ. ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ} : ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﺟﺎﺀ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻗﺎﻝ ﺭﺏِّ ﺍﺭﺟﻌﻮﻥِ . ﻟﻌﻠّﻲ ﺃﻋﻤﻞ ﺻﺎﻟﺤﺎً ﻓﻴﻤﺎ ﺗﺮﻛﺖ ﻛﻼ ﺇﻧّﻬﺎ ﻛﻠﻤﺔٌ ﻫﻮ ﻗﺎﺋﻠﻬﺎ { ]ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ.[100 -99 : ﻭﻗﺎﻝ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ: } ﻭﺃﻧﻔﻘﻮﺍ ﻣﻦ ﻣّﺎ ﺭﺯﻗﻨﺎﻛﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻲ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﺭﺏِّ ﻟﻮﻻ ﺃﺧﺮﺗﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﺃﺟﻞٍ ﻗﺮﻳﺐ ﻓﺄﺻَّﺪَّﻕ ﻭﺃﻛﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ . ﻭﻟﻦ ﻳﺆﺧِّﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻧﻔﺴﺎً ﺇﺫﺍ ﺣﺎﺀ ﺃﺟﻠﻬﺎ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺧﺒﻴﺮٌ ﺑﻤﺎ ﺗﻌﻤﻠﻮﻥَ { ]ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻮﻥ.[11 -10 : ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻔﻀﻴﻞ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰّ ﻭﺟﻞّ: ﺍﺑﻦ ﺁﺩﻡ! ﺇﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﺗﺘﻘﻠﺐ ﻓﻲ ﻧﻌﻤﺘﻲ ﻭﺃﻧﺖ ﺗﺘﻘﻠﺐ ﻓﻲ ﻣﻌﺼﻴﺘﻲ ﻓﺎﺣﺬﺭﻧﻲ ﻻ ﺃﺻﺮﻋﻚ ﺑﻴﻦ ﻣﻌﺎﺻﻲ. ﻭﻗﺴﻢ: ﻳﻔﻨﻲ ﻋﻤﺮﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻔﻠﺔ ﻭﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ، ﺛﻢ ﻳﻮﻓﻖ ﻟﻌﻤﻞ ﺻﺎﻟﺢ ﻓﻴﻤﻮﺕ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻫﺬﻩ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺑﻌﻤﻞ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺣﺘﻰ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﺫﺭﺍﻉ، ﻓﻴﺴﺒﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻓﻴﻌﻤﻞ ﺑﻌﻤﻞ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺤﻨﺔ ﻓﻴﺪﺧﻠﻬﺎ. ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺑﺎﻟﺨﻮﺍﺗﻴﻢ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ» : ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻌﺒﺪ ﺧﻴﺮﺍً ﻋﺴﻠﻪ، ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻣﺎ ﻋﺴﻠﻪ؟ ﻗﺎﻝ: ﻳﻮﻓﻘﻪ ﻟﻌﻤﻞ ﺻﺎﻟﺢ ﺛﻢ ﻳﻘﺒﻀﻪ ﻋﻠﻴﻪ « ﺻﺤﻴﺢ. ﺍﻧﻈﺮ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ. ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﺨﺪﺭﻱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ: » ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻗﺎﻝ: ﻭﻋﺰﺗﻚ ﻳﺎ ﺭﺏ، ﻻ ﺃﺑﺮﺡ ﺃﻏﻮﻱ ﻋﺒﺎﺩﻙ ﻣﺎ ﺩﺍﻣﺖ ﺃﺭﻭﺍﺣﻬﻢ ﻓﻲ ﺃﺟﺴﺎﺩﻫﻢ. ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺏ ﻋﺰّ ﻭﺟﻞّ: ﻭﻋﺰﺗﻲ ﻭﺟﻼﻟﻲ، ﻻ ﺃﺯﺍﻝ ﺃﻏﻔﺮ ﻟﻬﻢ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻐﻔﺮﻭﻧﻲ ] «ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺣﻤﺪ.[ ﻭﺭﻭﻱ ﺃﻥ ﺭﺟﻼً ﻣﻦ ﺃﺷﺮﺍﻑ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﺤﺪﺭﺍً ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﻔﻴﻨﺔ ﻭﻣﻌﻪ ﺟﺎﺭﻳﺔ ﻟﻪ، ﻓﺸﺮﺏ ﻳﻮﻣﺎً، ﻭﻏﻨﺘﻪ ﺟﺎﺭﻳﺘﻪ ﺑﻌﻮﺩ ﻟﻬﺎ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻌﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻓﻘﻴﺮ ﺻﺎﻟﺢ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻳﺎ ﻓﺘﻰ! ﺗﺤﺴﻦ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ؟ ﻗﺎﻝ: ﺃﺣﺴﻦ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﻨﻪ. ﻭﻗﺮﺃ} : ﻗُﻞ ﻣﺘﺎﻉ ﺍﻟﺪُّﻧﻴﺎ ﻗﻠﻴﻞٌ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ ﺧﻴﺮٌ ﻟﻤﻦ ﺍﺗَّﻘﻰ ﻭﻻ ﺗُﻈﻠﻤﻮﻥ ﻓﺘﻴﻼً . ﺃﻳﻨﻤﺎ ﺗﻜﻮﻧﻮﺍً ﻳُﺪﺭﻛﻜُّﻢ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﻟﻮ ﻛﻨﺘﻢ ﻓﻲ ﺑﺮﻭﺝٍ ﻣُّﺸﻴَّﺪﺓٍ ] {ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ-77 : .[78 ﻓﺮﻣﻰ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﺎ ﺑﻴﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﺍﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺀ، ﻭﻗﺎﻝ: ﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﻤﺎ ﺳﻤﻌﺖ، ﻓﻘﻞ ﻏﻴﺮ ﻫﺬﺍ؟ ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ ﻓﺘﻼ ﻋﻠﻴﻪ} : ﻭﻗُﻞ ﺍﻟﺤﻖُّ ﻣﻦ ﺭﺑِّﻜﻢ ﻓﻤﻦ ﺷﺎﺀ ﻓﻠﻴﺆﻣﻦ ﻭﻣﻦ ﺷﺎﺀ ﻓﻠﻴﻜﻔﺮ ﺇﻧَّﺎ ﺃﻋﺘﺪﻧﺎ ﻟﻠﻈﺎﻟﻤﻴﻦ ﻧﺎﺭﺍً ﺃﺣﺎﻁ ﺑﻬﻢ ﺳُﺮﺍﺩﻗﻬﺎ ] {ﺍﻟﻜﻬﻒ،[29 : ﻓﻮﻗﻌﺖ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻪ ﻣﻮﻗﻌﺎً ، ﻭﺭﻣﻰ ﺑﺎﻟﺸﺮﺍﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺀ، ﻭﻛﺴﺮ ﺍﻟﻌﻮﺩ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﻓﺘﻰ! ﻫﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﺮﺝ؟ ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ} ، ﻗُﻞ ﻳﺎ ﻋﺒﺎﺩﻱ ﺍﻟَّﺬﻳﻦ ﺃﺳﺮﻓﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻻ ﺗﻘﻨﻄﻮﺍ ﻣﻦ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻥَّ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻐﻔﺮ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﺇﻧَّﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﻐﻔﻮﺭ ﺍﻟﺮَّﺣﻴﻢ ] {ﺍﻟﺰﻣﺮ: .[53 ﻓﺼﺎﺡ ﺻﻴﺤﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ، ﻓﻨﻈﺮﻭﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻮ ﻗﺪ ﻣﺎﺕ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ. ﻭﺑﻘﻲ ﻫﻨﺎ ﻗﺴﻢ ﺁﺧﺮ، ﻭﻫﻮ ﺃﺷﺮﻑ ﺍﻷﻗﺴﺎﻡ ﻭﺃﺭﻓﻌﻬﺎ، ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﻳﻔﻨﻲ ﻋﻤﺮﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ، ﺛﻢ ﻳﻨﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﺏ ﺍﻵﺟﺎﻝ، ﻟﻴﺠﺪَّ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺰﻭﺩ ﻭﻳﺘﻬﻴﺄ ﻟﻠﺮﺣﻴﻞ ﺑﻌﻤﻞ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﻠﻘﺎﺀ، ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺧﺎﺗﻤﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ، ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ: ﻟﻤﺎ ﻧﺰﻟﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ} : ﺇﺫﺍ ﺟﺎﺀ ﻧﺼﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻔﺘﺢ ] {ﺍﻟﻨﺼﺮ[1 : ﻧﻌﻴﺖ ﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻧﻔﺴﻪ، ﻓﺄﺧﺬ ﻓﻲ ﺃﺷﺪ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩﺍً ﻓﻲ ﺃﻣﺮ ﺍﻵﺧﺮﺓ. ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺗﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﺘﻜﻒ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻋﺎﻡ ﻣﻦ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻋﺸﺮﺍً، ﻭﻳﻌﺮﺽ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻣﺮﺓ، ﻓﺎﻋﺘﻜﻒ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻳﻮﻣﺎً، ﻭﻋﺮﺽ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﺮﺗﻴﻦ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ» : ﻣﺎ ﺃﺭﻯ ﺫﻟﻚ ﺇﻻ ﻻﻗﺘﺮﺍﺏ ﺃﺟﻠﻲ « ﺛﻢ ﺣﺞ ﺣﺠﺔ ﺍﻟﻮﺩﺍﻉ، ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻠﻨﺎﺱ» : ﺧﺬﻭﺍ ﻋﻨﻲ ﻣﻨﺎﺳﻜﻜﻢ، ﻓﻠﻌﻠﻲ ﻻ ﺃﻟﻘﺎﻗﻜﻢ ﺑﻌﺪ ﻋﺎﻣﻲ ﻫﺬﺍ « ﻭﻃﻔﻖ ﻳﻮﺩﻉ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻫﺬﻩ ﺣﺠﺔ ﺍﻟﻮﺩﺍﻉ. ﺛﻢ ﺭﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﺨﻄﺐ ﻗﺒﻞ ﻭﺻﻮﻟﻪ، ﻭﻗﺎﻝ» : ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ! ﺇﻧﻤﺎ ﺃﻧﺎ ﺑﺸﺮ، ﻳﻮﺷﻚ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻴﻨﻲ ﺭﺳﻮﻝ ﺭﺑﻲ ﻓﺄﺟﻴﺐ ، « ﺛﻢ ﺃﻣﺮ ﺑﺎﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ، ﺛﻢ ﺗﻮﻓﻲ ﺑﻌﺪ ﻭﺻﻮﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺑﻴﺴﻴﺮ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺳﻴﺪ ﺍﻟﻤﺤﺴﻨﻴﻦ ﻳﺆﻣﺮ ﺃﻥ ﻳﺨﺘﻢ ﻋﻤﺮﻩ ﺑﺎﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ، ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﻤﺴﻲﺀ؟ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﺗﺄﺧﻴﺮ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻗﺒﻴﺢ، ﻓﻔﻲ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﻤﺸﻴﺐ ﺃﻗﺒﺢ ﻭﺃﻗﺒﺢ. ﻓﺈﻥ ﻧﺰﻝ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﺑﺎﻟﻌﺒﺪ ﻓﺘﺄﺧﻴﺮﻩ ﻟﻠﺘﻮﺑﺔ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﺃﻗﺒﺢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻗﺒﻴﺢ؛ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﻧﺬﻳﺮ ﺍﻟﻤﻮﺕ. ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻤﻦ ﻋﺎﺩ ﻣﺮﻳﻀﺎً ﺃﻥ ﻳﺬﻛﺮﻩ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ، ﻓﻼ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﻦ ﺧﺘﺎﻡ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ؛ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺳﻴﺌﺎً ﻛﺎﻥ ﻛﻔﺎﺭﺓ ﻟﻪ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺣﺴﻨﺎً ﻛﺎﻥ ﻛﺎﻟﻄﺎﺑﻊ ﻋﻠﻴﻪ. ﻭﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ "ﺳﻴﺪ ﺍﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ:" ﻣﻦ ﻗﺎﻟﻪ ﺇﺫﺍ ﺃﺻﺒﺢ ﻭﺇﺫﺍ ﺃﻣﺴﻰ، ﺛﻢ ﻣﺎﺕ ﻣﻦ ﻳﻮﻣﻪ ﺃﻭ ﻟﻴﻠﺘﻪ، ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ. ﻭﻟﻴﻜﺜﺮ ﻓﻲ ﻣﺮﺿﻪ ﻣﻦ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰّ ﻭﺟﻞّ، ﺧﺼﻮﺻﺎً ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ؛ ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺁﺧﺮ ﻛﻼﻣﻪ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ. ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻳﺮﻭﻥ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻣﺎﺕ ﻋﻘﻴﺐ ﻋﻤﻞ ﺻﺎﻟﺢ ﻛﺼﻴﺎﻡ ﺭﻣﻀﺎﻥ، ﺃﻭ ﻋﻘﻴﺐ ﺣﺞ ﺃﻭ ﻋﻤﺮﺓ ﺃﻧﻪ ﻳُﺮﺟﻰ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ. ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻊ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﻳﺠﺪﺩﻭﻥ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ، ﻭﻳﺨﺘﻤﻮﻥ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ﺑﺎﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ ﻭﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ. ﻳﺎ ﻏﺎﻓﻞ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻋﻦ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻋﻤﺎ ﻗﻠﻴﻞ ﺳﺘﺜﻮﻱ ﺑﻴﻦ ﺃﻣﻮﺍﺕ ﻓﺄﺫﻛﺮ ﻣﺤﻠﻚ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺤﻠﻮﻝ ﺑﻪ ﻭﺗﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻟﻬﻮ ﻭﻟﺬﺍﺕ ﺇﻥ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﻟﻪ ﻭﻗﺖ ﺇﻟﻰ ﺃﺟﻞ ﻓﺄﺫﻛﺮ ﻣﺼﺎﺋﺐ ﺃﻳﺎﻡ ﻭﺳﺎﻋﺎﺕ ﻻ ﺗﻄﻤﺌﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺯﻳﻨﺘﻬﺎ ﻗﺪ ﺣﺎﻥ ﻟﻠﻤﻮﺕ ﻳﺎ ﺫﺍ ﺍﻟﻠﺐ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺍﻟﻨﻮﺑﺔ، ﻓﻴﺤﺼﻞ ﺍﻟﻤﻔﺮﻁ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺪﻡ ﻭﺍﻟﺨﻴﺒﺔ. ﺍﻹﻧﺎﺑﺔ ﺍﻹﻧﺎﺑﺔ ﻗﺒﻞ ﻏﻠﻖ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ. ﺍﻹﻓﺎﻗﺔ ﺍﻹﻓﺎﻗﺔ؛ ﻓﻘﺪ ﻗﺮﺏ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻔﺎﻗﺔ . ﻣﺎ ﺃﺣﺴﻦ ﻗﻠﻖ ﺍﻟﺘﻮﺍﺏ! ﻣﺎ ﺃﺣﻠﻰ ﻗﺪﻭﻡ ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ! ﻣﺎ ﺃﺟﻤﻞ ﻭﻗﻮﻓﻬﻢ ﺑﺎﻟﺒﺎﺏ. ﻣﻦ ﻧﺰﻝ ﺑﻪ ﺍﻟﺸﻴﺐ ﻓﻬﻮ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ ﺍﻟﺤﺎﻣﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺖ ﺷﻬﻮﺭ ﺣﻤﻠﻬﺎ، ﻓﻤﺎ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺇﻻ ﺍﻟﻮﻻﺩﺓ، ﻛﺬﻟﻚ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺸﻴﺐ ﻻ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻮﺕ؛ ﻓﻘﺒﻴﺢ ﻣﻨﻪ ﺍﻹﺻﺮﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻧﺐ. ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﺗﺮﻳﺪ ﻣﻨﻲ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﺷﻐﻔﺖ ﺑﻲ ﻓﻠﻴﺲ ﻋﻨﻲ ﺗﻐﻴﺐ ﻣﺎ ﻳﻀﺮ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﻟﻮ ﺃﻋﺘﻘﺘﻨﻲ ﺭﺣﻤﺔ ﺑﻲ ﻓﻘﺪ ﻋﻼﻧﻲ ﺍﻟﻤﺸﻴﺐ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﺻﻲ، ﻣﺎ ﻳﻘﻄﻊ ﻣﻦ ﺻﻼﺣﻚ ﺍﻟﻄﻤﻊ، ﻣﺎ ﻧﺼﺒﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺷﺮﻙ ﺍﻟﻤﻮﺍﻋﻆ ﺇﻻ ﻟﺘﻘﻊ. ﺇﺫﺍ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﻭﺃﻧﺖ ﻋﺎﺯﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ. ﻗﺎﻟﺖ ﻣﻼﺋﻜﺔ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ: ﻣﺮﺣﺒﺎً ﻭﺃﻫﻼً، ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻝ ﻟﻚ ﺭﻓﻘﺎﺅﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ: ﻫﻠﻢ ﺇﻟﻴﻨﺎ، ﻓﻘﻞ ﻟﻬﻢ: ﻛﻼ، ﺧﻤﺮ ﺍﻟﻬﻮﻯ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻬﺪﺗﻤﻮﻩ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﺤﺎﻝ ﺧﻼ. ﻳﺎ ﻣﻦ ﺳﻮﺩ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺑﺎﻟﺴﻴﺌﺎﺕ ﻗﺪ ﺁﻥ ﻟﻚ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ﺃﻥ ﺗﻤﺤﻮ. ﻳﺎ ﺳﻜﺮﺍﻥ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺑﺎﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﺃﻣﺎ ﺁﻥ ﻟﻔﺆﺍﺩﻙ ﺃﻥ ﻳﺼﺤﻮ؟ ﻭﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤّﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﻭﺳﻠﻢ.
| |
|