Admin مؤاسس منتدا المحترفون♥
البلد : مصر الـديـانــه : مسلم عدد المساهمات : 269 نقاط العضو : -2147458543 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 02/11/2011 العمر : 31 الموقع : https://n222.7olm.org المزاج : فى قمت النشاط
| موضوع: ﻟﻜﻞ ﻣﺒﺘﻠﻰ ﺍﻟﻤﺼﺎﺋﺐ ﻭﺍﻟﻤﺤﻦ الثلاثاء ديسمبر 06, 2011 7:30 pm | |
| ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ –ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ:- ﻭﺗﻤﺎﻡ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﺼﺎﺋﺐ ﻭﺍﻟﻤﺤﻦ ﻳﺘﺒﻴﻦ ﺑﺄﺻﻮﻝ ﻧﺎﻓﻌﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ: ﺍﻷﻭﻝ: ﺃﻥ ﻣﺎ ﻳﺼﻴﺐ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻭﺭ ﺩﻭﻥ ﻣﺎ ﻳﺼﻴﺐ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ. ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺃﻥ ﻣﺎ ﻳﺼﻴﺐ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻣﻘﺮﻭﻥ ﺑﺎﻟﺮﺿﺎ ﻭﺍﻻﺣﺘﺴﺎﺏ ﻓﺈﻥ ﻓﺎﺗﻬﻢ ﻓﻤﻌﻮَّﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻻﺣﺘﺴﺎﺏ، ﻭﺫﻟﻚ ﻳﺨﻔﻒ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﺑﻼ ﺭﻳﺐ. ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻣﺤﻤﻮﻝ ﻋﻨﻪ ﺑﺤﺴﺐ ﻃﺎﻋﺘﻪ، ﻭﺇﺧﻼﺻﻪ ﻭﻭﺟﻮﺩ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ، ﺑﺤﻴﺚ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺷﻲﺀ ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻩ ﻟﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﺣﻤﻠﻪ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ. ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ: ﺃﻥ ﻣﺤﺒﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﺫﺍ ﺗﻤﻜﻨﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻛﺎﻥ ﺃﺫﻯ ﺍﻟﻤﺤﺐ ﻓﻲ ﺭﺿﺎ ﻣﺤﺒﻮﺑﻪ ﻣﺴﺘﺤﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺨﻮﻁ. ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ: ﺃﻥ ﻣﺎ ﻳﺼﻴﺐ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ، ﻭﺍﻟﻔﺎﺟﺮ، ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺰ ﻭﺗﻮﺍﺑﻌﻪ ﻣﻘﺮﻭﻥ ﺑﻀﺪﻩ. ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ: ﺃﻥ ﺍﺑﺘﻼﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻌﺒﺪﻩ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻛﺎﻟﺪﻭﺍﺀ ﻳﺴﺘﺨﺮﺝ ﻣﻨﻪ ﺍﻷﺩﻭﺍﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻮ ﺑﻘﻴﺖ ﻓﻴﻪ ﺃﻫﻠﻜﺘﻪ ﺃﻭ ﻧﻘﺼﺖ ﺛﻮﺍﺑﻪ. ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ: ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻟﻠﺒﺸﺮ. ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ: ﺃﻥ ﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺣﻜﻤًﺎ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ. ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ: ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻻﺑﺘﻼﺀ، ﻭﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻈﻬﺮ ﺑﻪ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺎﺫﺏ. ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ: ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﺪﻧﻲ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻭﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻻﺧﺘﻼﻁ، ﻭﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﺘﺼﻮﺭﺍﺕ، ﻭﺍﻹﺭﺍﺩﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺸﺄ ﻋﻨﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻛﺪﺍﺭ، ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻣﺄﻣﻮﺭ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻮﻇﻴﻔﺘﻪ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻤﺎ ﻳﻬﻮﻥ ﺍﻟﻤﺼﻴﺒﺔ. ﺍﻟﺤﺎﺩﻱ ﻋﺸﺮ: ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﻴﺐ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻻ ﻳﺨﺮﺝ ﻋﻦ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﻗﺴﺎﻡ: ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ، ﺃﻭ ﻓﻲ ﻣﺎﻟﻪ، ﺃﻭ ﻓﻲ ﻋﺮﺿﻪ، ﺃﻭ ﻓﻲ ﺃﻫﻠﻪ ﻭﻣﻦ ﻳﺤﺐ، ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺸﺘﺮﻛﻮﻥ ﻓﻲ ﺣﺼﻮﻟﻬﺎ، ﻓﻐﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺍﻟﺘﻘﻲ ﻳﻠﻘﻰ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻤﺎ ﻳﻠﻘﻰ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﺸﺎﻫﺪ. ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﺃﻣﺮ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻋﻈﻴﻢ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ » :ﻛﻠﻜﻢ ﺭﺍﻉ ﻭﻛﻠﻜﻢ ﻣﺴﺌﻮﻝ ﻋﻦ ﺭﻋﻴﺘﻪ«.. ﻓﺨﺎﻓﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻡ ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﻭﺗﺬﻛﺮﺕ ﺟﺰﺍﺀ ﺍﻟﺘﻔﺮﻳﻂ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﻣﻊ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﻔﺘﻦ ﻭﺍﻧﺘﺸﺎﺭﻫﺎ ﻭﻇﻬﻮﺭﻫﺎ!!! ﻓﺤﺮﺻﺖ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺗﻤﻠﻚ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﻦ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﻭﺟﻌﻠﺖ ﻟﻬﻢ ﻧﺼﻴﺒًﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻓﻲ ﺳﺠﻮﺩﻫﺎ، ﻭﻗﻴﺎﻣﻬﺎ، ﻭﺟﻠﻮﺳﻬﺎ، ﻭﺗﻜﺒﺪﺕ ﺍﻟﻤﺸﻘﺔ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺭﻋﺎﻳﺘﻬﻢ ﻭﺗﻮﺟﻴﻬﻬﻢ ﻭﺍﻟﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻃﻮﻳﻠﺔ، ﻭﻫﻲ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﺤﺘﺴﺒﺔ ﺻﺎﺑﺮﺓ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻄﻠﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺗﺸﻜﻮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻣﻊ ﻛﺜﺮﺓ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﻭﺗﻘﺎﺭﺏ ﺃﻋﻤﺎﺭﻫﻢ. ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻭﺛﻘﺘﻬﺎ ﺑﻪ، ﺟﻌﻠﺖ ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﻭﺍﺣﺔ ﺇﻳﻤﺎﻧﻴﺔ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻠﻔﺘﻦ ﻣﻜﺎﻥ، ﺑﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﺮﺑﻲ ﻭﺍﻟﻤﻮﺟﻪ، ﻭﻟﻢ ﺗﺠﻌﻞ ﻟﻠﺸﺎﺷﺔ ﻭﻣﺎ ﻳﻌﺮﺽ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺪﺧﻼً ﻋﻠﻰ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﻓﺾ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﻟﺪﻋﻮﺓ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﺭﻓﻬﺎ ﻣﻤﻦ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺷﺎﺷﺔ ﺗﻠﻔﺎﺯ، ﺣﺘﻰ ﺗﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺻﻐﺎﺭﻫﺎ! ﻭﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﺗﻤﻨﺖ ﺗﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻤﺘﻨﻊ ﺇﺗﻤﺎﻣًﺎ ﻟﻨﻬﺠﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ. ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺠﻬﺪ ﺛﻤﺮﺓ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﻀﻴﻊ ﺃﺟﺮ ﻣﻦ ﺃﺣﺴﻦ ﻋﻤﻼً ﻓﺄﻛﺮﻣﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺄﺑﻨﺎﺀ ﻧﺠﺒﺎﺀ، ﺣﻔﻈﻮﺍ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺆﺫﻥ ﺍﻟﻤﺆﺫﻥ ﺗﺴﻤﻊ ﺻﻮﺕ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺇﻣﺎﻣًﺎ ﻳﻘﺘﺪﻱ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﺼﻠﻮﻥ ﻓﺘﺴﺮ ﻭﺗﻔﺮﺡ ﻭﺗﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ! ﻭﺇﺫﺍ ﺃﻗﺒﻞ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻓﺮﺣﺖ ﻷﻧﻪ ﻳﺠﻤﻊ ﺃﺑﻨﺎﺀﻫﺎ ﺣﻮﻟﻬﺎ... ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺇﺫﺍ ﺃﻗﺒﻞ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻬﺎﺕ ﺑﺪﺃ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﻭﺍﻟﻬﻢ، ﻭﺍﻟﻐﻢ ﻳﻄﺮﻕ ﻗﻠﺒﻬﺎ: ﺃﻳﻦ ﻳﺬﻫﺐ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻖ ﻓﻲ ﻇﻠﻤﺔ ﺍﻟﻠﻴﻞ؟! ﺣﻤﺪﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﻭﺷﻜﺮﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻤﻪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ. ﻭﻗﻔﺔ: ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻠﻒ: ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﺫﻧﻮﺏ ﻻ ﻳﻜﻔﺮﻫﺎ ﺇﻻ ﺍﻟﻐﻢ ﺑﺎﻟﻌﻴﺎﻝ. ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺷﺎﺏ ﻓﻲ ﻣﻘﺘﺒﻞ ﺍﻟﻌﻤﺮ، ﺃﻧﻌﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺛﺮﻳًﺎ ﻣﻮﺳﺮ ﺍﻟﺤﺎﻝ، ﻳﻤﻠﻚ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﻭﺍﻟﻘﺼﻮﺭ، ﻭﻟﺪﻳﻪ ﺷﺮﻛﺎﺕ ﺗﺠﺎﺭﻳﺔ ﻧﺎﺟﺤﺔ، ﻓﻨﺸﺄ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﻣﺪﻟﻞ، ﻻ ﻳﺮﺩ ﻟﻪ ﻃﻠﺐ، ﻟﻜﻨﻪ – ﻣﻊ ﺍﻷﺳﻒ- ﻻﻩ ﺳﺎﻩ ﻏﺎﻓﻞ، ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺇﻻ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻴﻦ ﻭﺍﻵﺧﺮ، ﻭﻟﻤﺎ ﺷﺐ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﻮﻕ ﺗﺨﺎﻃﻔﻪ ﺭﻓﻘﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺀ... ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺤﺒﻪ ﻟﺠﺮﺃﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﻋﻼﻗﺎﺗﻪ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺨﻄﺐ ﻭﺩﻩ ﻟﻠﻤﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻔﻘﻪ! ﻟﻢ ﻳﻔﻜﺮ ﻳﻮﻣًﺎ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻫﻮ ﻃﺮﻳﻖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺍﻟﻌﻴﺎﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ! ﻓﻲ ﻣﻄﻠﻊ ﻛﻞ ﺻﻴﻒ ﻳﺴﺎﻓﺮ ﺷﻬﻮﺭًﺍ ﻃﻮﻳﻠﺔ، ﻭﻻ ﺗﺴﻞ ﻋﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ! ﺑﻞ ﻫﻞ ﻫﻮ ﺗﺮﻙ ﺍﻣﺮًﺍ ﻟﻢ ﻳﻌﺺ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻓﻴﻪ؟! ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻣﻌﻴﻨًﺎ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﺍﻻﻧﺤﻼﻝ! ﻭﻣﺮﺕ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻝ، ﺣﺘﻰ ﻗﺎﺭﺏ ﻋﻤﺮﻩ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ؛ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻹﺟﺎﺯﺓ ﺍﻟﺼﻴﻔﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ ﻭﻗﺪ ﺭﺗﺐ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺴﻔﺮ،ﻭﺍﺳﺘﻌﺪ ﻟﻠﻔﺴﺎﺩ ﻭﺍﻹﻓﺴﺎﺩ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺃﻭﺗﻲ ﻣﻦ ﻗﻮﺓ ﻭﺣﻴﻠﺔ، ﻭﻣﺎﻝ ﻭﺟﺎﻩ، ﻭﺻﺤﺔ ﻭﻧﺸﺎﻁ! ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻟﻄﻴﻔًﺎ ﺑﻌﺒﺎﺩﻩ ﺃﻣﻬﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﺜﺮﺓ ﺫﻧﻮﺑﻪ، ﻭﺃﻣﺪ ﻓﻲ ﺃﺟﻠﻪ ﻣﻊ ﻣﺒﺎﺭﺯﺗﻪ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻟﻄﻒ ﺑﻪ ﺣﺘﻰ ﻛﺎﻥ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ، ﺳﺎﻕ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺳﻮﻗًﺎ، ﻭﺃﻧﻘﺬﻩ ﻣﻦ ﺟﻬﻠﻪ ﻭﻏﻔﻠﺘﻪ، ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻳﻘﺪﻡ ﻣﻊ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﻣﺴﺮﻋﺔ ﻟﺘﻠﻘﻲ ﺑﺴﻴﺎﺭﺗﻪ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﻳﻤﻀﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻗﺮﺍﺑﺔ ﺍﻟﺴﺎﻋﺘﻴﻦ ﻓﻲ ﻏﻴﺒﻮﺑﺔ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻋﻨﻪ ﺃﺣﺪ ﻭﻟﻤﺎ ﺃﻓﺎﻕ ﺑﻌﺪ ﺃﺳﺒﻮﻉ ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻪ ﻳﻔﺎﺟﺄ ﻟﻘﺪ ﺍﻧﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﻗﺼﺮﻩ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻓﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ، ﻭﺗﻐﻴﺮﺕ ﺣﺎﻟﻪ، ﺗﻜﺴﺮﺕ ﺃﺳﻨﺎﻧﻪ، ﻭﺟﺮﺡ ﻭﺟﻬﻪ،ﻭﺗﺸﻮﻫﺖ ﻣﻼﻣﺤﻪ، ﻭﺃﻗﻌﺪﺕ ﻗﺪﻣﺎﻩ، ﻟﻘﺪ ﺃﺻﻴﺐ ﺑﺎﻟﺸﻠﻞ! ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺻﺪﻣﺔ ﻗﻮﻳﺔ، ﻏﻴﺮﺕ ﻣﺠﺮﻯ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻭﺃﺛﺮﺕ ﻓﻴﻪ ﺗﺄﺛﻴﺮًﺍ ﻋﺠﻴﺒًﺎ، ﺑﺪﺃ ﻳﺴﺘﺮﺟﻊ ﺃﻳﺎﻣﻪ ﻭﻟﻴﺎﻟﻴﻪ، ﻓﺮﺃﻯ ﺃﻥ ﺻﺤﺘﻪ ﺫﻫﺒﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ، ﻭﻧﺸﺎﻃﻪ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺮﻱ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ.. ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻗﻌﺪﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻟﻴﺮﺍﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻳﻔﻴﻖ ﻣﻦ ﻏﻔﻮﺗﻪ، ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻠﺴﺎﻥ ﺣﺎﻟﻪ: ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻄﻴﻒ ﺑﻌﺒﺎﺩﻩ ﻳﻌﺼﻮﻧﻪ ﻭﻳﻤﻬﻠﻬﻢ ﻭﻳﻨﻜﺮﻭﻥ ﻧﻌﻤﺘﻪ ﻭﻳﻤﺪﻫﻢ ﻭﻳﺘﻢ ﻧﻌﻤﺘﻪ ﺑﺄﻣﺮ ﻛﻬﺬﺍ ﻟﻴﻌﻮﺩﻭﺍ ﺇﻟﻴﻪ! ﺣﺰﻥ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺻﺤﺘﻪ ﺗﺮﺍﻕ ﻓﻲ ﺷﻬﻮﺓ، ﻭﻧﺸﺎﻃﻪ ﻓﻲ ﻣﻌﺼﻴﺔ، ﻭﺗﺬﻛﺮ ﺑﻌﺪ ﺷﻬﻮﺭ ﻣﻦ ﻟﺰﻭﻡ ﺍﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﺣﺎﻝ ﻳﻮﺳﻒ –ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ- ﻭﻛﻴﻒ ﺃﺗﺘﻪ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﻭﺭﺩﻫﺎ ﻭﻛﻴﻒ ﺭﺿﻲ ﺑﺎﻟﺴﺠﻦ ﻭﻻ ﻳﻘﺎﺭﻑ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ! ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻧﻘﻼً ﻋﻦ ﺷﻴﺨﻪ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ: »ﻛﺎﻥ ﺻﺒﺮ ﻳﻮﺳﻒ ﻋﻦ ﻣﻄﺎﻭﻋﺔ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻋﻠﻰ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺃﻛﻤﻞ ﻣﻦ ﺻﺒﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﺇﺧﻮﺍﺗﻪ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺐ ﻭﺑﻴﻌﻪ، ﻭﺗﻔﺮﻳﻘﻬﻢ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﻓﺈﻥ ﻫﺬﻩ ﺃﻣﻮﺭ ﺟﺮﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻐﻴﺮ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻩ، ﻻ ﻛﺴﺐ ﻟﻪ ﻓﻴﻬﺎ، ﻟﻴﺲ ﻟﻠﻌﺒﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﻴﻠﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺼﺒﺮ، ﻭﺃﻣﺎ ﺻﺒﺮﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﻓﺼﺒﺮ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻭﺭﺿﺎ، ﻭﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﻟﻠﻨﻔﺲ، ﻭﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻣﻊ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﻯ ﻣﻌﻬﺎ ﺩﻭﺍﻋﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻘﺔ، ﻓﺈﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺷﺎﺑًﺎ ﻭﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻗﻮﻳﺔ، ﻭﻋﺰﺑًﺎ ﻟﻴﺲ ﻣﻌﻪ ﻣﺎ ﻳﻌﻮﺿﻪ ﻭﻳﺮﺩ ﺷﻬﻮﺗﻪ، ﻭﻏﺮﻳﺒًﺎ ﻭﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻴﻲ ﻓﻲ ﺑﻠﺪ ﻏﺮﺑﺘﻪ ﻣﻤﺎ ﻳﺴﺘﺤﻲ ﻣﻨﻪ ﺑﻴﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﻣﻌﺎﺭﻓﻪ ﻭﺃﻫﻠﻪ، ﻭﻣﻤﻠﻮﻛًﺎ ﻭﺍﻟﻤﻤﻠﻮﻙ ﺃﻳﻀًﺎ ﻟﻴﺲ ﻭﺍﺯﻋﻪ ﻛﻮﺍﺯﻉ ﺍﻟﺤﺮ، ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻭﺫﺍﺕ ﻣﻨﺼﺐ، ﻭﻫﻲ ﺳﻴﺪﺗﻪ، ﻭﻗﺪ ﻏﺎﺏ ﺍﻟﺮﻗﻴﺐ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺪﺍﻋﻴﺔ ﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﺴﻬﺎ، ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺼﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﺷﺪ ﺍﻟﺤﺮﺹ، ﻭﺗﻮﻋﺪﺗﻪ ﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻞ ﺑﺎﻟﺴﺠﻦ ﻭﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﻭﻣﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﺍﻋﻲ ﻛﻠﻬﺎ ﺻﺒﺮ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭًﺍ، ﻭﺇﻳﺜﺎﺭًﺍ ﻟﻤﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺃﻳﻦ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺻﺒﺮﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻛﺴﺒﻪ!؟« ﺗﺄﻣﻞ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺩ ﻋﻠﻲ ﺩﻳﻨﻲ، ﻭﺃﻋﺎﻧﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ! ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﺮﻓﺖ ﺃﻥ ﻓﺘﻨﺔ ﺍﻟﻐﻨﻰ ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻲ ﻧﻘﻤﺔ ﻓﻠﻢ ﺃﺻﺮﻓﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺣﺘﻰ ﻟﻄﻒ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻲ، ﻭﺭﺩﻧﻲ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﺩًﺍ ﺟﻤﻴﻼً. ﻭﻗﻔﺔ: ﻗﺎﻝ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﻟﺮﺍﻓﻌﻲ: ﻭﻣﺜﻞ ﺍﻻﺑﺘﻼﺀ ﻛﻘﺸﺮ ﺍﻟﺒﻴﻀﺔ ﺳﺠﻦ ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ... ﺗﺤﻔﻆ ﻣﺎ ﺑﺪﺍﺧﻠﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﺸﻜﻞ ﻭﻳﺨﺮﺝ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺧﻠﻘًﺎ ﺁﺧﺮ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻤﺒﺘﻠﻰ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﺑﺘﻼﺅﻩ ﺳﺠﻨًﺎ ﻟﻪ ﻭﻳﺸﻜﻞ ﻭﻫﻮ ﻓﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻻﺑﺘﻼﺀ ﻭﻫﻮ ﺧﻠﻖ ﺁﺧﺮ.
| |
|